صدم الشعب المغربي المؤمن المسلم عامة، وعلماؤه بصفة خاصة، بصدور بيان ما سمي بالهيأة الشرعية الذي نشر على الموقع الإعلامي لتنظيم القاعدة فيبلاد الرافدين، وتضمن الحكم في حق المواطنين المغربيين المختطفين. وقد ورد هذا البيان متضمنا لمجموعة من الافتراءات التي تستلزم الردوالتكذيب الشرعيين.
1. إن استناد الهيأة المذكورة إلى الشرع، وتسميتها نفسها بالهيأة الشرعية ادعاء لا بينة عليه.
2. إن ادعاء القيام بالجهاد على غير أسسه الشرعية مخالف للكتاب والسنة، ولذلك لنهيهما عن قتل من لم يحمل سلاحا ولم يبدر منه عدوان صراح
لقوله تعالى: (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم).
3. وأماعن اتهامهم عدوا وبغيا للحكومات بالكفر لإرسال بعثاتها الدبلوماسية إلى أرض العراق، فإنه من الجهل بالدين، إذ إن من المجمع عليه بينعلماء الأمة أن تصرفات الحكومات لسياسة شؤونها داخلة في الممارسات الاجتهادية الترجيحية التي يستوعبها فقه المعاملات في الإسلام بكل سعتهومرونته وع وجوب اندراج ذلك كله في علم مقاصد الشرع وفق أصوله.
4. قد أجمع علماء الأمة على حرمة تكفير من يشهد لله تعالى بالوحدانية ولخاتم النبيئين بالنبوة والرسالة.
5. دم المسلم على المسلم حرام لقوله صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه». فليعلم هؤلاء، لو كانت لهم عقول يعقلون بها، أوآذان يسمعون بها، بل لتعلم الأمة الإسلامية جمعاء
– وهي التي تهمنا أن تعلم
– وقد ابتليت في ضميرها بهذه الجرثومة وفتنت في دينها بهذه الفئة الباغية، في هذا العصر.. لتعلم الأمة أن علماء المغرب، وشعب المغرب، وسائر الأمة الإسلامية لا يكتفون بتسفيه حجج التكفريين ونقض أباطيلهم وترهاتهم، وتبرئة الشرع المطهر من شنيع أفعالهم، وباطل تأويلاتهم، بل يكفرونهم ويلعنونهم ويلعنون محاكمهم وأحكامهم التي أصدروها في حق المغريين المختطفين ظلما وعدوانا وبغيا، من غير ذنب ارتكباه، ولاجرم اقترفاه. ولا يثق أحد بما ادعاه هؤلاء المارقون من تبرير سفك الدماء تحت ذريعة الدفاع عن العراق، لأن هذه الفئة الباغية قد سبق أن امتدت بالسوء أيديها الآثمة إلى جهات أخرى من العالم، ومنها أرض المغرب رباط الجهاد والمجاهدين عبر العصور، فرد أهلها جميعهم باستنكارذلك الفعل الإجرامي المنكر. إن في اعتداء المعتدين على هذين البريئين اعتداء صارخ على جميع الشعب المغربي، ولتعلم الأمة أن صنيع هؤلاء المجرمين لايضير المغاربة في دينهم ولا في دنياهم، وإنما يؤلم المغاربة أن هذا الفعل الشنيع يخدم أهداف أعداء الأمة والدين، على اختلاف مشاربهم وتباين مخططاتهم.وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين، ولاحول ولا قوة إلابالله العلي العظيم، ولا عدوان إلا على الظالمين.
عن المجلس العلمي الأعلى:الكاتب العام محمد يسف